في مدينتنا هلال
في مدينتنا هلالٌ ..
يراقب حالنا مستغشيا بالليل.. دون السحب في كل الليال
في مدينتنا هلالٌ..
لايمرر ليلة من عمره أو عمرنا دون إحتيال
..
يمر بلدتي يومًا فأرى من دمعه مطرًا ...
شقّٙ الأخاديد الطِوال
ناجيتهُ يوماً ..
أن يا صديقي قص لي عن بلاد كنت فيها
لم يزل في الأرض فيها..
ريح الدما ..
زحف الأباة لذي الجلال..
حدثني عن أرض المدينة يوم أن نادى الحبيب بأن أرحنا يابلال
ثم خبرني عن أرض بدر .. يوم أن رويت دمًا يوم أن كنا جبال
ثم أحك لي عن فرس الأكاسرة العظام ، وعن مدائنها الزكية
عن قادسيتنا وتُسْتٙر .. عما وراء النهر ثم قل لي يا صديقي..
كيف خبر الإحتيال..
...
نبئ بلا حرج ... عن فتح مصر وسابِقِه ..
عن كسر روم وفرِّهمُ ..
عن شامنا الحر السعيد ..
وعن صخرة شرفت بسجدة صاحب للنور من أرض الحجاز..
تحولت للمسجد الذي بلغ الكمال .... كماله ثم الكمال..
ثم نبئني صديقي عند جذوة نار سهرتنا الدفيئة ..عن مغرب الأرض الغني..
وكيف جمع شمله تحت اللواء الموسوي-(موسى بن نصير)-
لقائد عبر المضيق دمت لوثبته الجهات من الدني إلى القصي ..
ثم أطرب لي فؤادى من ذكر فاتحنا الفٙتِّي..
عن رفع أعلام الحجاز على بلاط أجنبي..
فقد زرع الإلهُ بأرض قُسطٙنْطِينٙ جوهرةً من الحُسن النّٙدِي ..
فإن الجيش مختارٌ إذا كان الأمير محمدي ..
السبت، 24 ديسمبر 2016
وأحكي ليٙ التاريخ ياذا الوجهين ..
السبت، 17 ديسمبر 2016
يا من هوى !
استيقظ يا صديقي ....
اشعر برجفة لعودة تجري في جسدك اشعر بالحياة تحاول اقتحام خلوتك... حاول الاحتماْء من ذلك النور اللذي يحرِقُ عينيك بشده ربما هو اكثر وقت كرهت فيه النور ربما انت لا تحب النور اصلا... ربما هناك مصاص دماء من القرن السادس عشر مختبئ تحت طبقة جلدك الاولى ربما يحب عقلك ذلك النور لكن جسدك يكرهه كما تكره النيران الأوراق فتُهلكها
ها أنت تستيقظ ككل يوم ليس لديك فكرة كامله عما سوف تفعله اليوم ولكن هذا لا يمنع انك تمتلك بعض النقاط الرئيسيه التي استيقظت لها أو ربما... هي ايقظتك
انت مستيقظ ... نعم هذه حقيقة مسلم .. بها لكنك لست حيا بالضروره على الاقل لست حيا كلياً إنها فقط تلك الخلايا الوقحه التي تصر انه لابد من الوقود لكي تعمل لكي تستطيع الاستمرار في حياتك المليئة ... باللاشيء .
تنهض بعد ان تشاجر جسدك مع عقلك الف مره عن جدوى النهوض ولماذا ستحرم نفسك من لذة النوم الهانئ ؟!!, تعتدل وتضع قدميك في خفيك اللذان لم يزالا هنا بعد كل هذه السنين ربما هما اكثر من خدمك باخلاص ودفئ طوال سنتين مضتا تجر قدميك جرا الى الحمام, تفتح االصنبور, تسمع صوت الماء, تنظر الى نفسك في المراه ... منذ متى وانت بهذ القبح .. ربما هو ارتخاء عضلات الوجه الطبيعي في الصباح لعدم قيامهم باي محاولات نفاق تعبيريه خلال نومك ...
تختزن القليل من الماء بين كفيك ثم تضعه او تسكبه على وجهك ليس هناك فارق عندك .. يبدأ تأثير المياه فتبدأ في تذكر أعباء يومك المعتاده من كراهية وحب ونفاق وصدق وفخر وندم و أَنصافِ حيوات مثلك تقابلها ... لحظة اكتئاب عابره, لحظةبكاء عابره, لحظة كره عابره, لحظة ندم عابره, لحظة انتشاء عابره .... ثم تقرر انك وبكل ما امتلكت شجاعه... ستقاوم !!
ترتدي ملابسك بعد ان قررت انك لن تلبس مالبست البارحة حتى لايقولو عنك فقيراً او ما شابه لا سمح الله , تضع قليلا من العطر اللذي يذهب صداه بمجرد نزولك درجات بيتك
تخرج ..... تشعر بذرات الهواء الخارجي تصدم بخلاياك .. هناك دائما شيء مختلف في هواء الشارع انه دائما منعش لم تشعر يوما انك قد تحتاج هواء بيتك في شيء وانت بالخارج ... ربما هو الشيء الوحيد اللذي لا تفتقده بالخارج ...
تتسارع دقات قلبك وانت تبحث عن مفتاح سيارتك في جيوبك .. دعني اذكرك شيئا انت لا تملك واحدة اصلا هل ظننت بامكانك امتلاك واحده هل ظننت ان عائدك الحكوي البخس يضمن لك شراء واحده .
دعني أُذكرك بالقاعدة يا فتى (لا تنس أبداً انك شخص عادي بل أنت مواطن عادي ... لم ترق لتمتلكك شخصك بعد .. لن يشيروا اليك باسمك في الاخبار بعد ... مازلت مواطنا يا صاحبي).
تمضي الى عملك مستعملا المواصلات العامه هنا اشخاص يستخدمونها يوميا ولكنه لم يصدف لك ان قابلت منهم احدا مرتين ربما يستدعي هذا بعض التفكير ... ولكن عقلك لا ينفك يتجاهل هذا الخاطر كانه وارد شيطان..
تدلف الى المشفى الملئ برائحة الاخطاء الطبيه التي تعبق بها اجساد الموتى هناك مرضى ترامو على جانبيك يرمقون قطعة القماش البيضاء المعلقة على زندك , تلك بالنسبة لهم اثبات أنك اله خلقت فقط لتسرير آلامهم, اما بالنسبة لك ربما هي كفنك المتنقل ..
تمر تلك الفتاه باتجاهك وتبتسم .. هنا تشعر انك لم تر يوما اسود في حياتك ربما هي احد تخيلات عقلك او هي احد حور الجنه او هي نبيلة من ذوي الدماء الزرقاء الذين اسسو الطبقة الاستقراطيه اولئك الذين لا يخرجون لشمس الا ما ندر حتى احتالت جلودهم بيضاء حتى ظهرت عروقهم بلون ازرق يميل الى الخضره قليلا ربما هي من نسل زيوس او ما شابه ربما هي الهة من الهة الجمال اليوناني او ربما هي سمراء من ذوي الشعر الغجري والعيون السوداء الكحيله ربما هي من الهة الفراعنه اللاتي لم يردن لمعرفتنا ابدا...
تفيق على وقع خطوات إقتراب زميل لك مقدما كمَّاً لزجا من تحيات الصباح إلى مسامِعك .. انتما الاثنان تعرفان انكما لا تطيقان بعضكما ابدا ..لكنها ربما بقايا عقد اجتماعي قديم لم يرد إليكما ولا تقدران على نقضه , تدخل الي رئيسك وتلقي اجود عبارات النفاق التي تخطر على بالك بلا ادخار.. ثم تتفق نظراتكما انه لا باس عليك ... فاذهب .
تخرج لكي تؤدي عبادة المداواة والتي انت ملزم بها منذ اقسمت ذالك اليوم بعد استلام شهادة كلية الطب هل كانت تلك السنين بائسه كما تكنت تظن انها كذلك ....
تقضي بقية دوامك بين هذا المريض الذي لايستطيع حتى وصف ما يشعر به , وذلك الذي يظن انك لا تفقه شيئا فقط لانه قرأ بضع كلمات على ذلك الاختراع المستفز الذي يصل العالم ببعضه, وذلك الذي يسبك بابيك وامك ودينك وعرضك وبلدك وكل ما يمكن ان تدافع عنه يوما ما ....
تنهي عملك متأخرا من ثم تذهب الى القهوه ..... الجميع هنا انت الاخير إذاً يسلمون عليك بسباب مقبول ثم تتنازعون الاراء حول بعض الاراء السياسيه ربما الدينيه ربما ياتي ذكر النساء ربما صمتم فاهتم كل منكم بهاتفه ربما يحاول كل منكم خلع عين الاخر محاولا اقناعه بشيء تافه ربما يماثل ان يطلب بعضا من الماء لكي تشربو او ماشابه ..
تختلس بعض انفاس من الشيشه وانت تراقب من حولك خشية ان يمر ابوك او احد اصدقائه لم تزل رهبته من صدرك بعد كل هذا الوقت ربما تشعر تجاهه بمشاعر مختلطه لكنها بأي حالٍ لن تتعاكس أبداً .
تنتهي جلستكم بعد اختلال الليل وربما انتظرتم صوت الفجر ليخبركم أن الوقت إنقضى يا حمقى ... تعود الى منزلك، تقف على حقيقة انه ليس هناك طعام ربما تستعمل مهاراتك الرديئة في علم الطهي ستؤذي نفسك قليلا ثم تستمتع بما اقترفت يداك بعدها ... لكن هذا ليس همك اليوم ستطلب طعاما جاهزا من مطعم قريب وتنتهي من هذه المهزله التي تحدثها معدتك.
تبدل ملابسك وتجلس على سريرك واضعا قدمك اليمنى تحت فخذك الايسر مريحا قدمك الاخرى على الارض تضع يدك على مؤخرة رأسك مطرقا لصوت الصمت المنبعث من كل شيء حولك .... إن افضل ما انبعث من اصوات هو صوت الصمت ... المجد للصمت وما احتوى من الام واحزان وقهر ودموع واحداث وغم وكسر خواطر وفكر وعبقٍ وحياه ...
تفكر في يومك الباهت غير المميز واحداثك البهماء غير المميزه انت بارد ككل شيء هنا انت لا تملك غريزة الحياة ككل شيء هنا ... انت لست حيا ككل شيء هنا
ربما انت لست حرا ربما هناك محرك دمى يحركك... تمنيت لو تدفع اغلى ما اوجد الله والمع ما انشأ واجمل ما خلق لكي يخبرك احدهم ان هذه هي الحقيقة ربما كان هذا يريحك.. لأنك ستمتلك علم المعرفة من جهة ، وميزة انك لم تفعل هذا بنفسك بل هناك قوىً شريره سعت لحزنك الابدي... ومن يدري لربما كانت حقا هذه هي الحقيقه ولكنك لا تدري اذا انت لا تمتلك شيئاً على الاطلاق ...
ربما الحياة نفسها لن تهتم لذكرك فيما بعض سوي كحمض نووي يقبع في احشاء ذلك الكوكب النائي وقد نُسيت سيرتك الطيبه , حينها فليرحمك الله ياصديقي فإن الوحدة التي تحبها الان لربما تكون اقبح ما خلق الله بين طيات الثرى ...
يرن جرس الباب , تمارس طقوس التعامل مع البشر العاديه، تأكل ثم تلقي بقاياك في سلة القمامه وبقاياك الاخري في سريرك ... هل ستنام؟! ... ربما هذه المرة نعم فانت منهك من يومك العادي جدا ويكأنَّك فتحت الاندلس في ليله
قال لك احدهم يوماً هناك حياة خارج حياتك .. هناك اشياءٌ تحلم بها وتسعى لها وتنفق العمر فيها وتقلق بشأنها، ولكن دع أنت المستقبلي يقلق بشأن هذا على الاقل أنت غداً وغداً يا فتي يومٌ جديد .... وقد حانت ساعتك لتهوي من جديد الى ظلمات عقلك البائس ... فلتهو إذاً غير مأسوف عليك .